بشرى بيبانو…قصة متسلقة بدأت بشغف تحول إلى ولع دائم

هي قصة امرأة ذهبت إلى حيث شعرت أنها على قيد الحياة، اختارت أن تبحث عن ذاتها في طريق لا تسلكه النساء عادة، سكنها حب الجبال ودفعها نحو خوض مغامرات تسلق القمم، التي وجدت فيها سحرا لم تقوى على مقاومته، وبمجرد أن تجرعت المتعة الأولى أصبحت مدمنة على بلوغ الشموخ.

إنها بشرى بيبانو، البالغة من العمر 55 سنة، هي مهندسة مغربية نجحت في أن تصبح أول امرأة عربية وإفريقية تفلح في تسلق أعلى سبع قمم عالمية، واستطاعت أن تخط اسمها ضمن قائمة تضم عددا قليلا من المتسلقين الذين حققوا هذا الإنجاز.

هي أم لطفلة شقت طريقها في تسلق قمم الجبال حين كانت في الـ25 من عمرها، بشغف عال ودعم أسري قوي، أصبحت بطلة  شرفت المغرب ورفعت علمه في العديد من القمم الشامخة.

وفي حوار لها مع موقع “العربي”، قالت بشرى بيبانو: “قبل الإنجاب كنت أقوم بتسلق الجبال في المغرب، وحينها اكتشفت شغفي بهذا النوع من المغامرات”، وبعدما تذوقت متعة التسلق قررت بشرى أن تتشبت بشغفها حتى لحظة كتابة هذه السطور.

وبالعودة إلى مسار هذه البطلة التي ولدت في مدينة الرباط سنة 1969، نالت دبلوم في هندسة المعلوميات من المعهد الوطني للبريد والمواصلات بمدينة الرباط، كما حصلت على دبلوم الدراسات العليا في التدبير من جامعة HEC بمونتريال بكندا، وتعمل الآن كمهندسة دولة في المعلوميات بوزارة التجهيز والنقل المغربية، لكن هذا المسار الحافل بالتميز والنجاح لم يمنعها من المضي قدما في تحقيق حلمها وتسلق القمم.

ونالت بشرى بيبانو شرف أن تكون أول امرأة مغربية تتسلق قمة ايفرست، إضافة إلى أنها تسلقت في سن 26 جبل توبقال الذي يعد أعلى قمة في إفريقيا، وحين تزوجت تسلقت في سنة 2011، صحبة زوجها قمة كلمنجارو الواقعة في شمال شرق تنزانيا، وفي يونيو من نفس السنة، تسلقت الجبل الأبيض الذي يعتبر أعلى قمة في أوروبا الغربية.

وفي سنة 2012، خاضت بيبانو تجربة جديدة من خلال تسلق قمة البروس الواقعة في سلسلة جبال القوقاز، والتي تعتبر أعلى قمة في أوروبا، كما تسلقت في سنة 2014، قمة جبل أكونكاغوا بالأرجنتين، واستطاعت في نفس السنة، أن تبلغ قمة دينالي أو ماكينلي التي تتواجد في ألاسكا بالولايات المتحدة، والتي تعد بدورها أعلى قمة في أمريكا الشمالية.

وتوالت نجاحات بشرى حيث تسلقت في سنة 2015 قمة Pyramid Carstensz في أندونيسيا، كما حققت حلمها الكبير في سنة 2017، وتسلقت قمة إيفرست التي تعد أعلى قمة في العالم، وهذا الإنجاز أدخلها التاريخ لتصبح بذلك أول امرأة مغربية وشمال إفريقية تنجح في بلوغ هذه القمة.

وتسلقت بشرى كذلك في سنة 2018، قمة فينيسيون في القطب الجنوبي، لتطبع في سنة 2022 على هذا المسار الحافل بالإنجازات، ببلوغها قمة أنابورا التي تشكل واحدة من أكثر القمم الصعبة في العالم بسلسلة جبال الهيمالايا في نيبال، والتي يقدر ارتفاعها بـ8091 متر.

وتبقى قصة هذه المرأة التي يحلو لمتابعيها أن يلقبوها بـ”قاهرة القمم” أو”سيدة القمم”، قصة فريدة بدأت بشغف في جبل توبقال تحول فيما بعد إلى ولع دائم بتسلق القمم العالية.