بمناسبة اليوم العالمي للمرأة، نظمت مقاطعة “سيدي بليوط بالدار البيضاء”، مساء اليوم الخميس 8 مارس ندوة حول موضوع “النساء المغربيات وإصلاح مدونة الأسرة”، للوقوف عند الإختلالات التي أبانت عنها مدونة 2004، والدعوة إلى ضرورة مراجعة مدونة الأسرة بشكل شامل وعدم الاكتفاء بتعديل بعض نصوصها لتحقيق المساواة الكاملة بين الزوجين داخل مؤسسة الزواج لمصلحة الطفل والمجتمع، ولإعادة التناغم بين المدونة وواقع الأسرة اليوم، وملائمة القوانين الوطنية مع دستور 2011.
وقد شكل اللقاء الذي احتضنه المركب الثقافي سيدي بليوط، وشارك في إغناءه رئيسة منظمة النساء الإتحاديات “حنان رحاب”، ورئيسة جمعية التحدي والمساواة والمواطنة “بشرى عبدو” والمحامي “محمد أمغار” والناشطة الحقوقية “مريم جمال الإدريسي”، ورئيسة جمعية فضاء نقطة الإنطلاق “صباح الشرايبي”، والصحفية “حكيمة أوحجو”، فرصة لتعرية واقع معاش تعاني منه نساء كثيرات بسبب الثغرات والنواقص التي تعرفها مدونة الأسرة، هذه الأخيرة التي شدد المتدخلون على ضرورة مراجعتها تماشيا مع الخطاب الملكي الذي كان واضحا من أجل التداول في الموضوع والإصلاح الفوري لها، لما يعتريها من اختلالات يجب الوقوف عندها من أجل التغيير “كزواج القاصر والولاية الشرعية، إثبات النسب، الطلاق، النفقة” ونقط أخرى ذات أولوية.
كما شدد اللقاء الذي عرف حضورا مكثف، على ضرورة إعطاء أهمية لعمل المرأة داخل البيت دون تبخيسه، والتوقف عن مصادرة حق مناقشة الموروث الثقافي من زاوية دينية وهو المحمل بعادات وتقاليد ذكورية، مؤكدا على أن الصراع الحالي ليس صراعا ضد الرجل وإنما ضد العقليات الذكورية التي تحملها أيضا بعض النساء داخل عقولهن ويمارسنها ضد أبنائهن دون شعور أو سوء نية، كتربية الإبنة على القيام بأشغال البيت في مقابل منح الإبن مساحة من الحرية وهو ما يجب أن يعاد فيه النظر.
وأشاد المشاركات والمشاركون باختيار المنظمين لموضوع الندوة التي صب النقاش فيها في اتجاه التعديلات التي من المفروض أن تتم بمدونة الأسرة بعد تجربة حوالي 19 سنة والتي عرفت بعض النواقص والتي يجب على المشرع أن يأخذها بعين الاعتبار من أجل تحسين المدونة ووضع قواعد بإمكانها أن تتطور وتخدم الأسرة المغربية وقواعد تراعي التوازن بين الحقوق والمسؤوليات بالنسبة للمرأة والرجل خدمة للأسرة المغربية التي تعتبر عماد المجتمع والخلية الأولى التي بتطورها يتطور المجتمع وبفشلها يفشل المجتمع.