رمضان: الإقبال على اقتناء الأجهزة المنزلية يشهد اتجاهات متباينة !
صفاء بنور
بين التضخم المتسارع واضطرابات الإمدادات، يشهد الإقبال على اقتناء قطاع الأجهزة المنزلية، الصغيرة كما الكبيرة من حيث الحجم، اتجاهات متباينة أمام الطلب المتنامي.
وقبيل أيام قليلة من حلول شهر رمضان المبارك، يختلف هذا الطلب باختلاف معنويات الأسر، متجاوزا أحيانا ارتفاع أسعار بعض الأجهزة، وفي سباق، أحيانا أخرى، المخاوف المتعلقة بالإمدادات، مما يضع السوق أمام عقبات ينبغي مواجهتها لجني وكسب الأرباح.
وفي تحليل أجرته مؤخرا منصة مؤسسة الأبحاث حول الاستهلاك “GFK”، ظل مستوى المبيعات العالمية للأجهزة المنزلية في سنة 2022 متماشيا تقريبا مع الأرقام المحققة قبل سنة.
وأوردت الدراسة ذاتها أنه على الرغم من تداعيات “الحرب في أوكرانيا والتضخم وانقطاع الإمدادات” على سوق الأجهزة المنزلية، إلا أن سنة 2022 اتسمت “بآفاق وفرص نمو جذابة أ تيحت أمام هذه الصناعة”.
وتابعت أنه على الرغم من أن الطلب على الأجهزة المنزلية الصغيرة والكبيرة ظل معتدلا نوعا ما خلال الأشهر الستة الأولى من سنة 2022، إلا أن النشاط تجاوز إلى حد كبير المبيعات المسجلة خلال النصف الأول من سنة 2019، والتي بلغ رقم معاملات خلالها (أي قبل الجائحة) زائد 18 في المئة للأجهزة الكبيرة وزائد 20 في المئة للأجهزة الصغيرة.
وفي المغرب، وكما هو الشأن في باقي بقاع العالم، تلقى الأجهزة المنزلية نجاحا وإقبالا لدى المستهلكين. والجدير بالذكر أن هذا القطاع تمكن من استغلال فترة الوباء لصالحه، وذلك جراء تغير بعض العادات في صفوف المستهلكين، كما يطمح في الإبقاء على هذا الزخم الجيد.
ويعتبر شهر رمضان الفترة التي يعرف فيها القطاع زخما قويا، ويشكل الفرصة الأمثل والأنسب أمام المستهلك من أجل تجهيز المنزل أو إعادة تجهيزه أمام البائع لبيع بضاعته.
وككل سنة، يستند أسلوب عمل الموزعين والبائعين على تكثيف وتنويع الإعلانات قصد تلبية الطلب المتزايد خلال هذا الشهر من خلال توفير حزم ترويجية وصيغ تحفيزية لكسب أكبر عدد ممكن من الزبائن وبيع مجموعة واسعة من السلع.
وأخذا بعين الاعتبار المستويات الاستثنائية التي يشهدها التضخم وارتفاع أسعار معظم الأجهزة، تشكل ميزانية الأسر، اليوم وأكثر من أي وقت مضى، المعيار الحاسم في هذه الصفقة.
وفي هذا الصدد، لجأ بعض المستهلكين إلى اعتماد حلول أخرى، على غرار سوق السلع المستعملة المتاحة عبر الإنترنت، بصفتها، على سبيل المثال لا الحصر، وسيلة لبيع وشراء الأجهزة بسعر أقل.
وأفادت زينب (امرأة في الأربعين من عمرها)، إحدى أنصار وأتباع هذه الصيحة، بأن “تصفح المعروض من الأجهزة المستعملة يعتبر رد فعل طبيعي لديها قبل الإقدام على شراء أي جهاز منزلي، سواء كان صغير الحجم أم كبيرا، خاصة إذا كان تحت ضمانة منصات التبادل عبر الإنترنت”.
وتعزي هذا الموقف إلى قدرتها على توفير المال وتجديد أجهزتها بقدر ما تريد، ولكن أيضا وقبل كل شيء إلى أسباب متعلقة بالبيئة والاستدامة.
وأضافت “أختار أيضا الأسواق الرقمية لعرض وبيع أجهزتي المنزلية المستعملة والتي لا تزال صالحة للاستعمال”، معربة عن استيائها واسفها لعدم وجود منصات احترافية مخصصة لهذا النوع من النشاط، والذي لا يزال يقتصر في الغالب على التبادلات بين الأفراد على الشبكات الاجتماعية على سبيل المثال.