هل فكرتي يومًا في الطريقة التي يجب أن تحافظي بها على صحتك النفسية خلال العلاقة العاطفية؟ لا داعي للإندهاش، فأنا أعني سؤالي بشدة. قد تكون المواعدة أو البدء في علاقة عاطفية مع أحدهم شيء جميل وممتع، ولكن الحقيقة أنها صعبة بالوقت ذاته. لأن وجود شريك له تفكيره الخاص وآرائه المختلفة عنك، وأسلوب تفكيره الذي قد لا يتماشى معك في بعض الأحيان، هو شيء صعب وقد يضغط على أعصاب أحد الطرفين وربما يؤثر على الصحة النفسية، خاصة إذا زادت الاختلافات وبدأت الصدامات وهكذا. لذا نقول دومًا أنه من الجيد أن نحب أحدهم، ولكن بالوقت ذاته حتى يستمر هذا الحب، يجب أن نمنح أنفسنا قدر كافي من الرعاية الذاتية. لذا نحن هنا اليوم لنحدث عن كيفية الحفاظ على صحتك النفسية خلال العلاقة العاطفية؟
١- افهمي نفسك أولًا
إذا وقعتي في حب أحدهم وأصبحت تجمعكما علاقة عاطفية، فهذا لا عني أنك أصبحت تفهمين نفسك وتعرفين ما تريدين. فجميعنا من وقت لآخر بحاجة لأن نجلس مع أنفسنا حتى نفهم ما نحتاجه ونريده بالفعل. لذا القاعدة الأولى دومًا في الحفاظ على صحتك النفسية خلال العلاقة العاطفية، هو أن تفهمي حقًا ما تريدين وما هو مناسب لك وما الذي يزعجك، لأن هذا سيجعل الأمور أكثر وضوحًا بالنسبة لك ثم لشريكك.
٢- لا ترفعي من حجم توقعاتك
على مدار السنوات التي استمعت فيها لقصص من أصدقائي عن المشاكل التي يواجهونها في العلاقة العاطفية كان السبب المشترك في أغلب القصص هي “التوقعات العالية”، فالجميع يضع توقعات تفوق مقدرة الطرف الآخر، وبعضها تكون توقعات خيالية مستوحاة من الأفلام أو من صور المشاهير على انستجرام والتي لا يمكن تطبيقها في حياتهم، وبالطبع عندما لا تحدث هذه التوقعات تبدأ الصدامات ثم المشاكل والتي بلا شك تؤثر بالسلب على نفسيتك ونفسية شريكك. لذا كوني واقعية في تقييم الأمور ومنطقية في توقعاتك.
٣- لا داعي للعجلة!
أحيانًا عندما نقع في حب أحدهم نريد أن تسير الأمور بسرعة في كل شيء، فمثلًا نريد الانتقال للمرحلة الأخرى، نريد اتخاذ خطوات جدية، نريد أن نفهم بعضنا سريعًا حتى أننا أحيانًا نوهم أنفسنا بذلك ونصطدم بالحقيقة بعد فترة، الغريب في الأمور أننا نجهل أن استعجال الأمور هذا يضعنا تحت ضغط نفسي رهيب. لذا بدلًا من كل هذا خذي وقتك في كل شيء، وعندما تكوني مستعدة انتقلي للمرحلة التالية وهكذا.
٤- قاعدة: لا أحد يتغير إلا إذا كانت هذه رغبته
حسنًا، أعرف أن الكثيرات يرددن أن الشخص سيتغير بسبب حبي له أو بعد الخطوبة أو بعد الزواج، ولكن الحقيقة هي لا أحد يتغير إلا إذا كانت هذه رغبته! لا يمكن أن يتغير شخص من أجل شخص آخر إلا إذا كان داخله يريد ذلك ويرى أن هناك مشكلة أو عيب ما يجب أن يعمل عليه، ولكن إذا لم يكن يرى ذلك فلن يتغير. لذا المراهنة على أن الطباع السيئة في شريكك ستتغير مع الوقت، لن تضر أحد سواك. لأنك مع الوقت ستصابين بخيبة أمل، ثم سيكون عليك تقبل شيء لا يريحك، ثم ستشعرين مع الوقت أنك تفعلين سلسلة من الأشياء التي لا تريدينها وجميعنا نعرف نتيجة ذلك.
٥- ضعي حدود واضحة وصريحة
أخبرناك في السابق بأنه يجب أن تفهمي نفسك وما يريحك وما يزعجك، لذا الآن جاء دور وضع الحدود. أعلم أن الكثيرين أخبروك في السابق أنه لا توجد حدود بين الحبيبين ولكن هذا خطأ تمامًا. الحدود بين البشر تجعل العلاقات تدوم أطول. فمثلًا، هل هناك أمور لا تحبين التحدث عنها في بداية العلاقة وتريدين أخذ وقتك؟ اخبريه بذلك. هل مثلًا لا يريحك أن يعبث بأشيائك؟ اخبريه وضعا القواعد معًا التي تريح كلاكما، حتى لا يشعر أحدكما بأنه تحت ضغط وعليه تقبل أشياء لا تروق له.
٦- لا تقارني علاقتكما مع أحد
أكثر شيء يضعك تحت ضغط نفسي طوال الوقت خلال العلاقة العاطفية، هو مقارنتك لعلاقتك بشريكك مع أي علاقة أخرى، مثل علاقة اثنين من المشاهير أو اثنين من أصدقائكما. فما يجب يفهمه أن لكل علاقة ظروفها الخاصة وأيضًا أسرارها، لذا إذا وجدت صديقتك تحكي لك عن الأجازة التي قضيتها مع زوجها في جزر المالديف فهذا لا يعني أنها لا تتشاجر معه أو أنهم لا يواجهون أية أزمات من أي نوع. فنحن كبشر نظهر فقط الجانب الذي نريد أن نظهره من حياتنا، لذا صدقيني لا داعي للمقارنة.
٧- تناقشا في أهمية الصحة النفسية بالنسبة لكل منكما
عادة أمور الصحة النفسية لا يتم طرحها خلال العلاقة العاطفية بشكل جدي، لذا كل طرف لا يعلم ما الذي يثير توتر الطرف الآخر أو ما الذي يغضبه أو يصيبه بنوبات خوف وهكذا. بل أحيانًا يحاول كلا الطرفين جاهدًا إخفاء حالته النفسية، إذا كان يعاني من اكتئاب، نوبات هلع، وسواس قهري وغيرها، وجميعنا نعلم كم أن هذا لا يعتبر مريح بالمرة. لذا بدلًا من كل ذلك، لما لا نطرح أمور الصحة النفسية على الطاولة للمناقشة؟! تحدثا مع بعض بصدق وناقشا ما تمثله الصحة النفسية لكل منكما وما الأشياء التي يجب أن تضعاها دائمًا في اعتباركما.
٨- اصنعي لنفسك عالمًا خارج حدود هذه العلاقة
من وجهة نظري وبناء على ما رأيته من تجارب، فإن أكثر ما يفسد العلاقات هو أن أحد الطرفين لا يصنع لنفسه عالمًا خارج حدود هذه العلاقة. ففجأة يصبح العالم بأكمله منحصرًا في شريكك. تخرجان سويًا، تتناقشان سويًا، تسافران سويًا، لا تري أو تتواصلي مع أشخاص آخرين. وعلى الرغم من أن هذا يبدو في ظاهره رومانسيًا، إلا أنه غير صحي بالمرة. لذا نصيحتي لك هي أن تصعني لنفسك عالمًا خارج حدود هذه العلاقة.
٩- كل شيء وارد…
من الجيد أن نؤمن بقوة علاقتنا مع شريك حياتنا أو الشخص الذي نحبه، ومن الرائع أن نحلم بأننا سنبقى سويًا للأبد، ولكن رغم كل هذا يجب أن نكون مقتنعين بأن كل شيء وارد. فربما يتغير هذا الشخص يومً، ربما يتوقف عن حبك، ربما تختلفان في موقف ولا يتراجع أحد منكما، أسباب عديدة وارد تؤدي لفشل هذه العلاقة، لذا يجب أن تتقبلي هذه الفكرة بداخلك كونها واردة الحدوث.