نقشت اسمها بين الرواد في لوح الصحافة القلمية، لتجعل من نورة الفواري اسما يقترن بالسبق والجدل، قلمها ليس كأي قلم عادي، تتحين الفرصة كأسدٍ يتربص بفريسته، لتصوغ مادة صحفية تعكس شخصيتها الصاخبة وحضورها القوي، فتبدأ في تشكيل كلمات إيقاعية في قالب مثير ومشوق يهز كيان القارئ.
صحافية دائما ما تطارد الأخبار الطازجة، قلمها لسان بصرها، تناجيه بما استتر عن الأسماع، راكمت فصولا طويلة من التجارب كجندية في كيان السلطة الرابعة، وها هي الآن تصنع من رحم تجاربها الماضية مولودا جديدا اختارت له اسم “Hnews”.
نورا الفواري، هي ابنة مدينة الدار البيضاء، من مواليد سنة 1979، صحافية من أعمدة جريدة “الصباح”، تشتهر بمقالاتها المثيرة للجدل، وتشتغل بشكل كبير على النقد الفني، حيث تهتم بأخبار الفن وتعري عيوبه وتفضح زلات رواده.
وتعتبر نورا الفواري من بين الصحافيات المغربيات النشيطات في المجال الفني، فقد راكمت تجربة مهنية مهمة، منذ أن خاضت غمار الصحافة المكتوبة وبصمت عن مسار مهني كبير فرضت من خلاله اسمها في الساحة الفنية والإعلامية.
وتشتهر نورة الفواري بموادها الجاذبة في مجال النقد الفني، كما في القضايا المتعلقة بالمجتمع وبالصحافة التفاعلية عامة، بقلمها الجريء وصراحتها المفاجئة، تكتب عددا من المقالات التي تخلق جدالات حادة في المجتمع وتشعل فتيل نقاشات يصعب إخمادها، مثل مقال “صلاة التراويح…هي فوضى؟”، الذي عرضها لموجة انتقادات واسعة وسط مؤيد لكلماتها ومعارض لأفكارها.
وتعرضت الفواري في الكثير من الأحيان إلى تهديدات عبر رسائل في منصات التواصل الاجتماعي أو هجومات مباشرة، بسبب جرأتها في تناول عدد من المواضيع التي تشكل طابوهات لا يجرؤ الكثيرون على الحديث عنها.
وقررت نورة أن تستهل سنة 2023 بتحقيق حلم “جميل” لطالما راودها، وهو أن تؤسس منبرها الإعلامي الخاص، وذلك على الرغم من التحذيرات التي تلقتها بخصوص خوض غمار هذه المغامرة الجديدة في وسط تنساق قاعدة عريضة من جمهوره وراء يوميات المؤثرين و تفاهة “روتيني اليومي” وزوبعة الأخبار الزائفة.
لكن بإصرار كبير وعزيمة قوية، خطت نورة أولى خطواتها نحو حلمها “الجميل”-كما وصفته في أحد تصريحاتها- وأطلقت عليه “Hnews”.
انضاف اسم نورة الفواري إلى قائمة مديرات النشر بالمغرب، ليعزز مسار النساء الصحافيات اللواتي يدبرن شؤون المؤسسات الإعلامية الوطنية بكل جرأة ومسؤولية، نورة شقت طريقها نحو هدفها، وبدأت تخطو خطواتها صوبه لتراكم تجربة جديدة ستمكنها من الإمساك بناصية المهنية، واكتساب دربة أكثر في اقتناص المواضيع المثيرة التي صنعت اسمها ورصعته في بلاط صاحبة الجلالة.